احتفالات عالمية بمرور 150 عاماً على ميلاد تشيخوف
احتفالات عالمية بمرور 150 عاماً على ميلاد تشيخوف
قال أنطون تشيخوف في المرحلة الأخيرة من حياته لصديقه الكاتب إيفان بونين، «ستقرأ أعمالي من قبل العامة لمدة سبع سنوات». وحينما سأله بونين، «لماذا سبع سنوات» أجاب: «ربما سبع ونصف، لا بأس بذلك. فأنا لن أعيش أكثر من ستة أعوام». كان توقع تشيخوف متواضعا وخاطئا؛ فقد توفي قبل مضي ست سنوات (1904)، وعاشت أعماله زمنا مديدا، والدليل على ذلك الاحتفال العالمي بأدبه هذا العام بمناسبة مرور 150 عاماً على مولده.
تشيخوف بحر بمفرده في محيط الأدب العالمي، ومن الصعب وصف انجازاته وتأثيره الكبير على الأدب في مقالة. لكن ما هو أكيد أنه عراب المسرح العبثي في القرن التاسع عشر وشكسبير المسرح الروسي، وأيضا رائد المدرسة الواقعية لأواخر القرن نفسه. على صعيد المسرح اشتهرت مسرحياته الأربع التي لا تزال تعرض في أهم مسارح العالم وهي، «النورس» (1896)، و«العم فانيا» (1900)، و«الشقيقات الثلاث» (1901)، و«بستان الكرز» (1904).
وعلى صعيد القصة القصيرة، قدم ما يزيد على 600 قصة قصيرة تعتبر من روائع هذا الجنس الأدبي، أشهرها «الراهب الأسود» و«السيدة والكلب». كما انتقلت أعماله إلى السينما التي قدمت روائع الأفلام الكلاسيكية من وحي قصصه ومسرحياته.
أما خلود أعماله فنابع من تناوله الجانب الإنساني في الحياة بأسلوب الكوميديا السوداء، وتناول فيها كل من، حضور الموت والمرض، ومعظم أبطاله يعانون من مصير تراجيدي أو موت مفاجيء. والمرض عنده ناتج من معاناة وصراع داخلي، وقد تناوله تشيخوف بعيدا عن مشاعر الشفقة ورثاء النفس، حيث أغلب شخوصه مدفوعة دوما بقوى تفوق قوة إرادتها. كما يتناول المرض كرمز على تداعي وصراع المجتمع.
والمحور الآخر، هو أوهام وخيبة أصحاب المثل العليا. كما تناول انهيار المجمتع الارستقراطي وبداية عهد جديد، حيث بدأت ميزات تلك الطبقة بالانحسار ابتداء من تحرير القصير الكسندر الثاني للعبيد في روسيا عام 1861 حينما كان عمر تشيخوف عاماً واحداً.
وقد تضمنت احتفالات العالم بتشيخوف حتى الآن، تقديم أعماله في المسارح والإذاعات البريطانية، حيث سيقدم المسرح البريطاني مسرحيته «بستان الكرز» التي أخرجها ريتشارد آير، مع قراءات نقدية لقصصه وشخصيته من قبل عدد من النقاد والروائيين والممثلين. وسيقوم الممثل مايكل بينينغتون من خلال مسرح هامبستيد، بحملة تبرعات لأجل ترميم البيت الذي عاش فيه في يالتا (شمال ساحل البحر الأسود)، خلال الفترة من 1899 إلى 1904.
تنظم روسيا في قاعة أرشيف الفيدرال ستيت معرضا هو الأول من نوعه، حيث يتضمن هذا المعرض الذي يحمل اسم «المسرحية غير المكتملة»، جميع المقتنيات الخاصة بتشيخوف الابن والأخ والطبيب والصديق والزوج والفيلسوف. ويبلغ عدد المعروضات 350 قطعة، بما فيها أوراقه وكتاباته ومقالاته ورسائله إلى أصدقائه الكتّاب إلى جانب صور نادرة له مع أفلام وثائقية.
كما ستقدم في بلدة تاغانروغ مسقط رأسه، قراءات لأعماله كجزء من برنامجها الذي يقام كل عامين منذ عام 1960، لتعريف الأجيال الجديدة بأعماله، إلى جانب مؤتمر عالمي حول نتاجه، خلال الفترة من 18 إلى 23 مارس، وذلك بالإضافة إلى العروض المسرحية في مختلف مدن روسيا.
في أميركا، يقدم مسرح «شيكاغو شكسبير» عروضاً لمسرحياته، خلال الفترة من 17 إلى 20 مارس. كما تستمر عروض شركة سيغال للأفلام التي اختارت سبعة أفلام كلاسيكية اقتبست قصصها من أعماله، حتى نهاية شهر فبراير بواقع عرضين لكل فيلم. كما أصدرت الشركة الاسترالية «بيرث مينت» للمصكوكات، 6000 ميدالية فضية تحمل صورة تشيخوف على الوجه الأول، وطائر النورس مع قناعي المسرح المضحك المبكي على الوجه الآخر، وقد أعلنت عن مزاد بيعها على موقعها الالكتروني.
إضاءة
أكثر بساطة
قال الكاتب الروسي الكبير مكسيم غوركي (1868-1936)، «أعتقد أن كل شخص في حضرة أنطون تشيخوف، يشعر برغبة عفوية لأن يكون أكثر بساطة، وأكثر حقيقة، وأن يكون نفسه».
تشيخوف بحر بمفرده في محيط الأدب العالمي، ومن الصعب وصف انجازاته وتأثيره الكبير على الأدب في مقالة. لكن ما هو أكيد أنه عراب المسرح العبثي في القرن التاسع عشر وشكسبير المسرح الروسي، وأيضا رائد المدرسة الواقعية لأواخر القرن نفسه. على صعيد المسرح اشتهرت مسرحياته الأربع التي لا تزال تعرض في أهم مسارح العالم وهي، «النورس» (1896)، و«العم فانيا» (1900)، و«الشقيقات الثلاث» (1901)، و«بستان الكرز» (1904).
وعلى صعيد القصة القصيرة، قدم ما يزيد على 600 قصة قصيرة تعتبر من روائع هذا الجنس الأدبي، أشهرها «الراهب الأسود» و«السيدة والكلب». كما انتقلت أعماله إلى السينما التي قدمت روائع الأفلام الكلاسيكية من وحي قصصه ومسرحياته.
أما خلود أعماله فنابع من تناوله الجانب الإنساني في الحياة بأسلوب الكوميديا السوداء، وتناول فيها كل من، حضور الموت والمرض، ومعظم أبطاله يعانون من مصير تراجيدي أو موت مفاجيء. والمرض عنده ناتج من معاناة وصراع داخلي، وقد تناوله تشيخوف بعيدا عن مشاعر الشفقة ورثاء النفس، حيث أغلب شخوصه مدفوعة دوما بقوى تفوق قوة إرادتها. كما يتناول المرض كرمز على تداعي وصراع المجتمع.
والمحور الآخر، هو أوهام وخيبة أصحاب المثل العليا. كما تناول انهيار المجمتع الارستقراطي وبداية عهد جديد، حيث بدأت ميزات تلك الطبقة بالانحسار ابتداء من تحرير القصير الكسندر الثاني للعبيد في روسيا عام 1861 حينما كان عمر تشيخوف عاماً واحداً.
وقد تضمنت احتفالات العالم بتشيخوف حتى الآن، تقديم أعماله في المسارح والإذاعات البريطانية، حيث سيقدم المسرح البريطاني مسرحيته «بستان الكرز» التي أخرجها ريتشارد آير، مع قراءات نقدية لقصصه وشخصيته من قبل عدد من النقاد والروائيين والممثلين. وسيقوم الممثل مايكل بينينغتون من خلال مسرح هامبستيد، بحملة تبرعات لأجل ترميم البيت الذي عاش فيه في يالتا (شمال ساحل البحر الأسود)، خلال الفترة من 1899 إلى 1904.
تنظم روسيا في قاعة أرشيف الفيدرال ستيت معرضا هو الأول من نوعه، حيث يتضمن هذا المعرض الذي يحمل اسم «المسرحية غير المكتملة»، جميع المقتنيات الخاصة بتشيخوف الابن والأخ والطبيب والصديق والزوج والفيلسوف. ويبلغ عدد المعروضات 350 قطعة، بما فيها أوراقه وكتاباته ومقالاته ورسائله إلى أصدقائه الكتّاب إلى جانب صور نادرة له مع أفلام وثائقية.
كما ستقدم في بلدة تاغانروغ مسقط رأسه، قراءات لأعماله كجزء من برنامجها الذي يقام كل عامين منذ عام 1960، لتعريف الأجيال الجديدة بأعماله، إلى جانب مؤتمر عالمي حول نتاجه، خلال الفترة من 18 إلى 23 مارس، وذلك بالإضافة إلى العروض المسرحية في مختلف مدن روسيا.
في أميركا، يقدم مسرح «شيكاغو شكسبير» عروضاً لمسرحياته، خلال الفترة من 17 إلى 20 مارس. كما تستمر عروض شركة سيغال للأفلام التي اختارت سبعة أفلام كلاسيكية اقتبست قصصها من أعماله، حتى نهاية شهر فبراير بواقع عرضين لكل فيلم. كما أصدرت الشركة الاسترالية «بيرث مينت» للمصكوكات، 6000 ميدالية فضية تحمل صورة تشيخوف على الوجه الأول، وطائر النورس مع قناعي المسرح المضحك المبكي على الوجه الآخر، وقد أعلنت عن مزاد بيعها على موقعها الالكتروني.
إضاءة
أكثر بساطة
قال الكاتب الروسي الكبير مكسيم غوركي (1868-1936)، «أعتقد أن كل شخص في حضرة أنطون تشيخوف، يشعر برغبة عفوية لأن يكون أكثر بساطة، وأكثر حقيقة، وأن يكون نفسه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق