الاثنين، 6 يناير 2014

أبرز إصادارات الكتاب العربي لعام 2013

أبرز مبادرات وإصدارات الكتاب العربي

يحظى الكتاب المطبوع والإلكتروني عاماً تلو الآخر باهتمام أكبر في العالم العربي، وبإقبال أوسع من القراء، خاصة في الحقبة الأخيرة، حيث برز العديد من الكتاب الشباب الذين اقتحموا ساحة الأدب بعدما كانت حكراً على الكتّاب الذين تألقوا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، والذين عزلوا أنفسهم عن واقع الحياة اليومية ليكتبوا من وحي الذات، مما دفع الجمهور إلى العزوف عن أعمالهم وعن الكتاب بصورة عامة.
كما ساهم في هذا العزوف، تبني دور النشر مفهوماً تجارياً دون الاهتمام بمعايير النوعية والجودة، مما عمّق من الفجوة بين القارئ والكتاب، خاصة وأن قيمة الكتاب النقدية في ارتفاع مستمر مقابل ضعف دخل الفرد في مواجهة الغلاء.

نبض الشارع
استطاع الكتّاب الشباب الذين تناولت أعمالهم نبض الشارع العربي ومعاناة الإنسان العادي، في استعادة نسبة من القراء وكسب ثقتهم من جديد، والذين كان يعنيهم قراءة صدىً لواقعهم بعيداً عن القيمة الأدبية للكتاب، حيث استطاع هؤلاء الكتّاب اكتساب شريحة جديدة من القراء الشباب.
أما القيمة الأدبية للكتاب فوجدت من ينهض بها مجدداً من خلال مجموعة من الجوائز التي بادرت بها بعض البلدان وفي مقدمتها الجائزة العالمية للرواية العربية التي انطلقت عام 2007، والتي لعبت دوراً بارزاً في الترويج للكتاب، من خلال المصداقية التي بات القارئ يعتمد عليها في اختيار الكتب ذات القيمة الفكرية والأدبية سواء في القائمة الطويلة أو القصيرة للجائزة. فالفائز بتلك الجائزة يكتسب رصيداً من القراء لأعماله المقبلة إلى جانب ترجمتها إلى لغة أخرى.

مبادرات معرفية
كما ساهمت مبادرات أخرى في ترجمة الكتب الأجنبية إلى العربية مع دعم دور النشر، آخذة في الاعتبار حاجة الأفراد إلى المعرفة الإنسانية وتطوير قدراتهم الشخصية والفكرية والعلمية، مثل مبادرة برنامج "ترجم" الذي أطلقته عام 2008، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والذي يُعنى بالكتب التي تدعم التنمية المستدامة في الوطن العربي وفي مقدمتها كتب الإدارة، ومشروع "كلمة للترجمة" الذي يحظى بدعم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث منذ انطلاقته عام 2005، إلى جانب المؤتمرات التي تنظمها معارض الكتاب في كل من الشارقة وأبوظبي لدور النشر بهدف الارتقاء بمعرفتها وتشجيعها على الترجمة والتواصل مع دور نشر أجنبية.
وبادرت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم هذا العام الذي شهد إصدارات لكتّاب إماراتيين جدد من دور نشر محلية، بإطلاق ثلاث مبادرات تعنى بالكاتب والكتاب من منطلق المعرفة التي تنهض بالمجتمعات، أولها "برنامج دبي الدولي للكتابة" الذي يهدف إلى دعم المؤلفين الإماراتيين والعرب وصقل مهاراتهم وقدراتهم للوصول بهم إلى العالمية، في شتى مجالات المعرفة من العلوم والبحوث إلى الأدب.

كتاب في دقائق
أما المبادرة الثانية فهي مشروع "كتاب في دقائق"، ويتمثل في إصدار المؤسسة لملخصات ثلاثة كتب من المؤلفات العالمية شهرياً، ليتناول كل إصدار ثلاثة مواضيع متجددة مرتبطة بالواقع واحتياجاته، والتي تشمل الأسرة وتنمية الطاقة الإيجابية، إلى جانب الإدارة والموارد البشرية وفنون التعامل مع الحياة، والقدرة على اكتشاف المكونات الفريدة والمميزة داخل الأفراد وانطلاقهم لعالم أوسع مدعمين بالنجاح.

عائلتي تقرأ


تتمثل المبادرة الثالثة في المشروع المعرفي "عائلتي تقرأ" الذي يهدف إلى توزيع 20 كتاباً، على ما مجموعه 50 ألف أسرة إماراتية، لتشكل هذه الكتب، نواة لمكتبة منزلية لدى الأسر، التي في طور تأسيس مكتبتها الخاصة، مع توقعات باستكمال التوزيع قبل نهاية العام المقبل.

«ومضات من فكر» يتصدر الكتب الواقعية الأكثر رواجاً 2013


تتنوع مواضيع الكتب الأكثر مبيعاً في الكتب الواقعية بين الإدارة وتطوير الذات والمعرفة والدين والسياسة والتاريخ وأدب السيرة والرحلات وفي مختلف المجالات الفكرية والعلمية والبحثية، وقد تصدر قائمة الكتب الأكثر رواجاً لعام 2013 كتاب "ومضات من فكر" لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي...

ويضم الكتاب أفكاراً وآراء من وحي الجلسة الحوارية في القمة الحكومية التي عقدت في فبراير من العام الجاري، إضافة إلى موضوعات منوّعة، تتنقل ما بين العام والخاص، لتضيء الومضات مساحات جديدة في تجربة ثرية، تجمع ما بين القيادة والإبداع والتواضع والفروسية، وعشق الرقم (واحد) والمركز الأول، وعدم الاعتراف بكلمة "مستحيل".

كتب أخرى
ضمن قائمة الأدب الواقعي 2013 احتل كتاب "إماراتي في الرياض" لمحمد المرزوقي مراكز متقدمة، وقد كتب الكتاب بأسلوب اليوميات ويروي المرزوقي فيه ذكرياته وانطباعاته في العاصمة السعودية، والفترة التي أمضاها هناك، والتي تجاوزت سبع سنوات عندما أخذته وظيفته إلى مدينة الرياض ضمن فريق عمل تأسيس شركة موبايلي، ويتميز عمله بأسلوبه التحليلي والنقدي.

وأيضاً كتاب "المثقفون المزيفون" للكاتب الفرنسي باسكال يونيفاس، الذي يتناول أنشطة وأفكار سبعة من المثقفين والإعلاميين الفرنسيين الأكثر شهرة في فرنسا والعالم الفرانكفوني، وبعضهم معروف على نطاق دولي، والذين يصفهم بالمثقفين المرتزقين.

مذكرات حافلة
على الرفوف خلال عام 2013 تابع القراء "مذكرات مصطفى محمود" للكاتب السيد الحراني بشغف وهي مذكرات حافلة برحلاته حول العالم وطرائف كثيرة صادفها، منها قبيلة نمنم والتي لا يعمل فيها الرجال، وقبائل الشيلوك والدنكا التي تعرف على دياناتهم العجيبة والتي منها عبادة النهر والأسد والنار، والطوارق الذين يعتبرون الفم عورة ويعيش الرجال ملثمون والنساء متبرجات، وشاهد الحملات التبشيرية التي تتزاحم في تلك الأماكن النائية تحت شعار التحديث والتنمية.

كما حصد كتاب «أئمة الشر» لثروت الخرباوي نصيباً من القراء، وفي هذا الكتاب عرّف الخرباوي بمراحل وخطوات دخول جماعة الإخوان، واختبارات الطاعة التي يجرونها للأعضاء الجدد قائلاً إنه طوال فترته في الجماعة لم يكن يتعامل معها باعتبارها طريقاً للجنة مثلما كانوا يقولون لنا، أو أنني لمجرد دخولي الجماعة قد حصلت على صك دخول الجنة.

كما أثار كتاب "أصول القضاء الإداري في النظام الإسلامي" لـداوود الباز، إشكالات أعادت قراءة التاريخ الإداري، حيث قدم الكتاب سمات الإدارة واختصاصاتها ليضم الفصل الأول ماهية القضاء الإداري وسماته، ليتناول الفصل الثاني اختصاصاته وولاياته، أما الفصل الثالث فيحكي عن تميزه ومميزاته.

الرواية تتقدم على أجناس أدبيـــــــة ومعرفية في سباق القارئ

على صعيد الكتب الأكثر مبيعاً في العالم العربي أو تلك التي تركت أثراً في الساحة الأدبية، تبقى الرواية في مرتبة الصدارة متقدمة مختلف الأجناس الأدبية والمعرفية. والمفارقة تفوق رواية ما لكاتب مغمور بعدد مبيعاتها وطبعاتها على الأعمال الأدبية من خلال خطة الترويج التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن جهة أخرى يبقى لكل جنس أدبي جمهوره من القراء، وإن كان التاريخ هو الحكم النهائي بشأن قيمة الرواية واستمراريتها.

أدب الخيال
تصدرت الرواية قوائم الأعمال الأكثر مبيعاً لعام 2013، من ضمنها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، التي تنوعت مواضيعها ما بين الفساد السياسي والتطرف الديني ووضع المرأة والنفاق الديني والاجتماعي.. والتي تضم ستة أعمال في مقدمتها رواية "ساق البامبو" التي فازت بالمركز الأول للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، وتتناول الرواية موضوع الهوية من خلال شاب هو ثمرة زواج بين ثقافتين الأب الكويتي والأم الفلبينية، وصراعه بين مجتمعين.

في القائمة
ضمن القائمة أيضاً رواية "يا مريم" للروائي العراقي سنان أنطون، وتدور أحداث الرواية في يوم واحد، يُختزل فيها المشهد العراقي برؤيتين مختلفتين لشخصيتين من جيلين مختلفين الرجل العجوز الذي مرت عليه أزمنة جميلة، والفتاة الشابة التي عاشت في زمن لا يحمل سوى المرارة.

إضافة إلى رواية "أنا وهي والأخريات" للبنانية جنى فواز الحسن، وهي رواية تأملية في القيم والأخلاق من جهة، والمتعة من جهة أخرى واقترانها بالحرية والمطلق، بأسلوب سردي تغريبي، في سعي لإعادة النظر في المحظورات المتراكمة عبر السنين في المجتمع الشرقي.

سلال القارئ
دخلت سلال القارئ في أدب الخيال 2013 أيضاً رواية "مولانا" للمصري إبراهيم عيسى، حيث يتحول واعظ إلى نجم في الفضائيات بفعل كاريزما شخصيته وسرعة بديهته وأسلوبه الساخر، ودبلوماسيته البارعة في إرضاء جميع الأطراف.
و"سعادته السيد الوزير" للتونسي حسين الواد، التي يصل فيها أحد المواطنين بشكل غير متوقع إلى منصب الوزير، ليشهد الفساد بأم عينه ليصبح بعد مضي زمن جزءاً منه.

إضافة إلى "مملكة الفراشة" للروائي الجزائري واسيني الأعرج، وتتوزع شخصيات الرواية ما بين بيت جزائري، وأصدقاء هذا البيت، والفيسبوك، وفتاة تهرب من عزلة ضاربة تلف حياتها، ومن ذكريات الآلام والرحيل والعنف في العشرية السوداء لبلادها، إلى مملكة الفيسبوك الزرقاء حيث تستأنف حياتها افتراضياً.

نادي السيارات
من ضمن القائمة أيضاً "نادي السيارات" للروائي المصري علاء الأسواني، وتصور الرواية واقع المجتمع المدني في أربعينيات القرن الماضي، لتطرح شخصيات عديدة تساؤلات بقيت قائمة في مصر حتى اليوم. ويرى بعض النقاد في الرواية صورة مصغرة لمصر بعد ثورة 25 يناير.

و"ياسين قلب الخلافة" للكاتب المغربي عبدالإله بن عرفة، التي تتناول السيرة الملحميّة للسلطان عبد الحميد الثاني أبرز الخلفاء العثمانيين، الذي حافظ على إرث الإمبراطوريّة المترامية الأطراف بحكمة ودهاء نادرَيْن مدّةَ ثلاث وثلاثين سنة قضاها على رأس الدولة العليّة، انتهجَ خلالها سياسةَ الحِياد المطلق بين الأُمَم لِيُقَوِّضَ الأطماعَ الاستعماريّة حيناً من الدَّهر، حتى كان ما كان من عَزله وسَجْنِه إلى أن تُوُفِّيَ في سجنه مهموماً مغموماً.

ونالت "لوعة الغاوية" لعبده خال مبيعات، التي تروي دخول مبخوت القرية غريباً، وتسبب عطفه على فتياتها بإخراجه منها مُتَّهماً بهنّ، إذ لم تجد فتون مأمناً غير بيت مبخوت لتخفي جرحاً بين ساقيها. ومبخوت الذي يبحث عن أُنس حبيبة طفولته يتورط في قتل زوجها دون تخطيط مسبق.

إَضافة إلى (لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة) للسوري خالد خليفة، التي تنهمر ذكريات بطلها مستعيداً تاريخ عائلته. ليتعرف القارئ على الأم التي تتزوج من شاب ريفي رغم رفض أهلها، فتعيش عزلتها المختارة، بعيداً عن العسكر القادمين إلى مدينتها الأثيرة "حلب"، متعالية على الجميع في محاولة لنسيان عارها من زوجها الذي هجرها مع امرأة أميركية تكبره بثلاثين سنة.

ورواية "القندس" للسعودي محمد حسن علوان، حيث جاء "غالب" إلى المدينة للبحث عن ذاته لم يجد أمامه سوى هذا القندس، ولأنه لا يمكن التعبير عن ذاته إلا عبر ذوات الآخرين، راح يتأمل حياة القندس ويحيل كل صفاته الحيوانية على عائلته، فحولهم جميعاً إلى قنادس وراح يتأملهم ويحلل كل تصرفاتهم.



أدب مترجم

حظيت ضمن الروايات المترجمة "لقيطة اسطنبول" للروائية التركية إليف شافاك بمتابعة، وتتناول الرواية نساء عائلة قزانجي التي تعيش في منزل كبير: زليخة، الأخت الصغرى التي تملك صالوناً للوشم، وهي والدة آسيا اللقيطة، وبانو، التي اكتشفتْ أخيراً مواهبها كمنجّمة، وسيزي، الأرملة والمدرِّسة، وفريدة، المهووسة بالكوارث؛ أما الأخ الأوحد، فيعيش في الولايات المتحدة، وسوف تكتشف ابنته أرمانوش، بالتعاون مع آسيا، أسراراً كبيرة عن العائلة وعن تاريخ تركيا الحديث.

والشيء نفسه بالنسبة إلى "الجحيم" للروائي الأميركي دان براون، حيث يأخذ براون القراء برفقة بطله في الروايات الخمس السابقة روبرت لانجدون، في رحلة إلى عمق جحيم ملهاة الشاعر الإيطالي دانتي، لحل شفراته ورموزه ضمن مغامرات ومطاردات وأحداث معقدة وشيقة.

«صُنع في الإمارات» مشروع كتب للأطفال


"صُنع في الإمارات" مشروع كتب لأطفال الدولة، تم تنظيمه بالتعاون بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد غوته الألماني، بهدف تشجيع تطوير أدب الطفل الإماراتي على مستوى نصوص ورسوم، ليعكس القيم الثقافية واهتمامات الأطفال الإماراتيين.
وتضمن المشروع عقد ورش عمل خلال الدورة الأخيرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، من ضمنها ورشة ركزت على أدب الخيال والخيال العلمي لليافعين، تحت شعار "كلمات عوالم خيالية" اجتمع فيها عشر كتاب إماراتيين شباب مع مؤلف قصص الخيال الألماني المعروف راينير فيكفيرث.
وبهدف جذب الجمهور، استضاف المعهد أحد الفنانين الذي بنى أمام الجمهور هياكل للمباني المعمارية الشهيرة باستخدام كتبه، وبذلك تمكن الجمهور من مشاهدة كيفية بناء كل من قصر الإمارات وقصر الحصن باستخدام الكتب فقط. كما استغل بعض الزوار الفرصة لمساعدة مهندس الكتب بمناولته إياها، في حين أبدى آخرون رغبتهم في شراء الكتب التي تم استخدامها للبناء.
ويسعى المشروع المعرفي إلى رفد الساحة بكتب إماراتية نوعية وتشجيع الكتاب والموهبين في مجالات الرسم، إلى تقديم كتب نوعية تمتزج فيها الكلمة بالصورة، وإتاحته للقراء الصغار واليافعين.

أدب الطفل ورهان المستقبل


تحظى كتب أدب الطفل وثقافته بتطور وتوسع عاماً بعد آخر، ليتضاعف عدد دور النشر العربية الخاصة بالطفل، بعدما كانت غائبة عن ساحة معارض الكتب، ولتنتقل دور النشر المعنية بهذا الشأن من الاعتماد على الأدب المترجم ورسوماته، دون اهتمام بحقوق الملكية الفكرية أو الموضوع البعيد عن عوالم الطفل العربي، اهتمام بالكتاب العرب المختصين بأدب الطفل، واعتماد معايير أعلى تهتم بالشكل والمضمون على حد سواء.

وساهم في تشجيع هذه الصناعة تكريس العديد من الجوائز العربية والأجنبية المعنية، مثل بعض معارض الكتب التي تعتمد معايير عالية لقبول مشاركة دور الأطفال إلى جانب المسابقات والجوائز مثل جائزة "اتصالات" السنوية لكتاب الطفل، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل..
ومؤسسة آنا ليند التي يهدف برنامجها العربي الإقليمي لأدب الأطفال والقراءة إلى تطوير أدب الأطفال والترويج للقراءة من أجل الاستمتاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة في مصر والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان، إضافة إلى جائزتها "اقرأ في كل مكان"، علماً أن الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي تتولى تمويل برنامجها.